كتبت ياسمين بن عبد الرحمن
في الوقت الذي كانت الاغلبية البارحة تشاهد ماتش الكرة ..كنت انا اقوم بترتيب غرفتي قبل النوم باكرا ك العادة ..لم تستهويني مشاهدتها يوما ..ربما لاني انثى وربما لاني لطالما ادركت انها استنزاف لمشاعر الشعوب المقهورة .وانها الهاء و تغطية لمشاكل اكبر ..لم اعرف النتيجة الا عندما استيقظت باكرا في الصباح و رايت الكثير من المنشورات الغاضبة و الحزينة و المحشوة ب الحسرة …
حسنا دعونا نتفق اننا جميعا نحب الربح في اية لعبة وهذا منذ طفولتنا بحكم ان الشعور ب النصر له نشوة جميلة …لكن ان يصل الامر الى حد تغييب العقول و التعلق المرضي الذي يدخل الانسان في حالة من الهوس و الذوبان .فهذا ليس الا تخديرا للعقول …الكرة هي افيون الشعوب ..الكرة اليوم لم تعد مجرد لعبة ..بل باتت مهنة مركبة متشعبة لجلب الثراء الفاحش ..زيادة على انها اصبحت لعبة سياسية لتمرير اجندات او تصفية حسابات ..او بيع الفرح الوهمي للشوب من اجل ربح بعض الاشهر او السنوات الاضافية لتكميم الافواه و الهاء الناس عن قضاياهم المصيرية .
من المحزن ان يكون الانسان فاسدا و سارقا ومرتشيا ولا يعمل ب اتقان و يغش في عمله و ياكل حق اخيه و لا يتفوه الا ب الكلام القذر .ومع هذا يتم وصفه انه محب لوطنه لمجرد ان يعشق الكرة و يصبح ك المجنون من اجل فريقه …كانه لم تكفينا التفرقة العنصرية والعشائرية و العرقية ..لنزيد عليها التفرقة و خصوم من اجل لعبة كرة …
لن نعطيكم مثالا عن تخدير الشعوب في الاوطان العربية لاننا جميعنا يعلم ان الكرة عندنا اصبحت لعبة سياسية وبطاقة رابحة يتم بها ضمان اشهر اضافية من الفرح الكاذب و تخدير الشعوب …سنعطي مثالا عن بلد اجنبي حيث انهم ايضا يستغلون الكرة في السياسة ..فمثلا الارجنتين في سبعينات القرن الماضي حيث كان النظام قمعيا ي ق تل الالاف .ومع ذلك سمح له بتنظيم كاس العالم على ارضه .وقد تمت المباراة النهائية على بعد ميل واحد من سجن يضم الاف المعتقلين المظلومين المقبورين تحت الارض ..حيث طغى صوت المناصرين وهتافاتهم على صوت وصرخات المسجونين المعذبين ..وتم اقناع الجماهير الارجنتينية في ثمانينات القرن الماضي ان الفوز على انجلترا يعتبر تعويضا كافيا ل الهزيمة العسكرية و المذلة التي اذت الى التفريط في جزر فوكلاند الارجنتينية
……….مانريده قوله ان همومنا اكبر من مجرد كرة ..انظروا فقط الى الجوع الذي اصبح يزحف بقوة الى اوطاننا ونحن مازلنا نربط فرحنا وحزننا بكرة ….تذكروا دوما …ان الخفافيش المسيطرة على العالم تبحث دوما عن بديل مناسب ل السيطرة على وجدان البشر ……مودتي
المصدر: صفحتها على فيسبوك