دولة عربية تعلن الترشح لاستضافة كأس العالم
أعلن المغرب، الثلاثاء، اعتزامه تقديم ملف مشترك لتنظيم كأس العالم لسنة 2030، بالمشاركة مع إسبانيا والبرتغال.
واعتبر ملك المغرب، محمد السادس، أن هذا الترشيح المشترك، يعد سابقة في تاريخ كرة القدم، وسيحمل عنوانَ الربط بين أفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الأفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء المغربية.
وأضاف أن الملف المشترك “سيجسد أسمى معاني الالتئام حول أفضل ما لدى هذا الجانب أو ذاك، وينتصب شاهداً على تضافر جهود العبقرية والإبداع وتكامل الخبرات والإمكانات”.
وجاء إعلان المغرب عن تقديم الملف المشترك أثناء تكريم الملك محمد السادس من قبل باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف) اليوم الثلاثاء في رواندا.
وسبق للمغرب التقدم بملف لتنظيم كأس العالم 2010 لكنه حصد 10 أصوات فقط وخسر فرصة الاستضافة لصالح جنوب أفريقيا.
ومع النجاح الكبير الذي شهده مونديال “فيفا قطر 2022” يبدو أن شهية العديد من الدول باتت مفتوحة لتكرار التجربة خاصة في العالم العربي، وهو ما أكده أمس الأحد وزير الشباب المصري أشرف صبحي بالقول إن قدرات بلاده تسمح بتنظيم مثل هذه البطولات الكبرى في يوم من الأيام.
التصريحات المتلفزة للوزير تأتي تأكيدا لتصريحاته السابقة حول سعي القاهرة لاستضافة كأس العالم 2030 أو 2034، فضلا عن أولمبياد 2036، وذلك بالتزامن مع إعلان وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي دراسة تقديم عرض مشترك مع مصر واليونان لتنظيم مونديال 2030، وذلك في مقابلة مع بلومبيرغ بالعاصمة الرياض.
وبحسب ناقد رياضي -تحدث للجزيرة نت رافضا ذكر اسمه- فإن المسألة تحتاج من مصر إلى دراسة جيدة في ظل تحديات داخلية وخارجية تتطلب امتلاك مقومات كثيرة في ظل منافسين أقوياء، في حين تخوف خبير اقتصادي من الاغترار بوجود بعض المقومات للترشح في ظل الأزمة الاقتصادية القاسية الحالية.
المبررات الرسمية للتقدم
نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي استعداد مصر لاستضافة كبرى البطولات العالمية في مختلف الألعاب على أعلى مستوى تنظيميا وإداريا ولوجستيا
بعد تحديث البنية التحتية الرياضية بكافة مرافقها على مستوى الجمهورية وتشييد مدينة مصر للألعاب الأولمبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى ما تم من رفع كفاءة المطارات الدولية وشبكة النقل والمواصلات وتطوير شبكة الطرق.
تصريحات السيسي جاءت خلال لقاء مع رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ لمناقشة آفاق التعاون بين الجانبين لاستضافة كبرى الأحداث الرياضية العالمية، بحسب بيان للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية.
وبحسب تصريحات حكومية، فإن ملفي الأولمبياد والمونديال يعتمدان على عدد من المقومات هي:
المنشآت الرياضية الموجودة مثل: مدينة مصر الدولية الأولمبية في العاصمة الإدارية الجديدة، مع تطوير المدنية الأولمبية بمدينة برج العرب شمالي العاصمة القاهرة.
الشخصيات المصرية المؤثرة في الاتحادات الدولية مثل: رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد الدكتور حسن مصطفى، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية المهندس هشام أبو حطب.
التجارب السابقة في تنظيم كأس العالم لليد في نسختها الـ 27 بمصر العام الماضي، بجانب تنظيم كأس الأمم الأفريقية عام 2019.
تلافي إخفاق محاولة استضافة مونديال 2010 الذي لم تحصل فيه مصر على أية أصوات، ويصفه الإعلام المحلي بـ “فضيحة صفر المونديال”.
السعي للشراكة مع دول أخرى لتنظيم كأس العالم 2030 أو 2034 لتخفيف الإنفاق، على غرار نسخة 2026 التي تقام بأميركا الشمالية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
تصريحات كاخ الذي أكد -بحسب بيان لوزارة الرياضة- أن البنية التحتية الرياضية في مصر تتيح لها استضافة الأولمبياد.
شروط مهمة ومعطيات صعبة
في هذا السياق، يرى الناقد الرياضي أحمد سعد أنه يتمنى لمصر شرف الحضور على الساحة الدولية وتنظيم مثل هذه الفعاليات الدولية، ولكن المؤشرات والمعطيات الحاضرة صعبة من الناحية النظرية في المدى المنظور بحسب رأيه، إن لم يحدث تغيير جذري، خاصة أن القرار الآن ملك الجمعية العمومية للفيفا، وليس فى يد أعضاء اللجنة التنفيذية كما كان الحال سابقا.
وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح سعد أهمية التفكير المبدئي في أسباب إخفاق عام 2010 والحصول على “صفر أصوات” والتحقق من حدوث تغيير حقيقي والفرص التي تراهن عليها مصر، لأن الواقع يؤكد أن الأمور لم تتغير للأفضل على مستويات عدة، بشكل يجعل مصر جديرة بالتنظيم لهذين الحادثين.
ويشير سعد إلى أن مصر لديها بنية رياضية جيدة وملاعب مناسبة، ولكن المسألة ليست في البنية فقط، فهناك عوامل أخرى تأخذ في الاعتبار بالنسبة للمونديال، مثل التزام الدولة بمعايير اللعبة وعدم تدخل مؤسسات الدولة في إدارة الكرة ودخول مؤسسات تابعة لها في الدوري الكرة، مثل أندية الإنتاج الحربى وبتروجيت والداخلية وغيرها.
ويعرب الناقد الرياضي عن قلقه من وجود بعض الكوادر التي تسببت في “صفر المونديال” بالمشهد الرياضي حتى الآن ومنهم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة الدولي هاني أبو ريدة الذي ينفي عادة تورطه في فشل عام 2010.
ويلفت إلى قوة المنافسين هذه المرة، ففي عام 2010 أخفقت مصر أمام جنوب أفريقيا، ولكن هناك الآن دولا من أوروبا وأميركا اللاتينية لديها تطلعات وعلاقات أقوى لانتزاع تنظيم كأس العالم.
ويحذر سعد من تأثير غياب الجماهير عن الملاعب في مصر، في العصف بملف الترشح، مستغربا أن دولة لا تستوعب حضور جميع جماهيرها بالملاعب لاعتبارات أمنية منذ سنوات، كيف تستوعب أعدادا مهولة من الجماهير في فعاليات جماهيرية دولية؟