كواليس الفبركات الصحفية…كيف تنجو من أكاذيب الصحافة وتلفيقاتها؟

أكاذايب…أكاذيب…بخفّة بالغة يلج محمد عبد الرحمن الغرف الخلفية للعمل الصحفي، لينقل ما يدور في الكواليس، حيث يبدع بعض الصحفيين في انتقاء أساليب التحايل على المهنية لأهداف غالبًا ما تكون مادّية، لكنها تشوّه المفهوم الحقيقي للصحافة.

وفي “الكتاب صفر” الصادر عام 2018 عن “دار الياسمين” المصرية للنشر، يجمع الكاتب الصحفي، محمد عبد الرحمن، خبرة موثقة بشكل تلقائي في ذاكرته، عن “كوابيس وكواليس الفبركة الصحفية” مستقاة من العمل في ميدان الصحافة لمدة تقترب من 20 عامًا، عاش خلالها واطلع على عدد كبير من المواقف التي أربكت العمل الصحفي في مصر.

يتألف الكتاب من ستة فصول: “فبركة الزمن الجميل”، “مقدمة في علم السبوبة”، “ويل للمتطفلين”، “النهايات”، “62 مسد كول”، و”140 دليلًا”، يتناول كل منها جانبًا من المشكلة، ويناقشها من خلال سرد وعرض مواقف حقيقية، شخصية أو عن أشخاص آخرين ذُكر بعضهم بالاسم.

يتعرض الكاتب من خلال مناقشاته إلى مواضع الخلل، وعلاقة الأزمات الاقتصادية والمال بالأخطاء المهنية التي ارتكبها بعض الصحفيين، سواء عن حسن أو سوء نية.

وعلى الرغم من أن الكتاب يناقش القضية في حيّز جغرافي محدد (مصر) وفي نطاق زمني يعود إلى الأعوام العشرين الأخيرة، لكن الأزمات التي يتحدث عنها يمكن أن تنطبق على حالة العمل الصحفي في بلدان عربية عدّة في الماضي والحاضر أيضًا.

كما يناقش الكتاب دور الحالة السياسية والإدارية في مصر وأثرها في توجه الصحفي لفبركة خبر أو مادة صحفية، يخدم من خلالها جهة معينة، أو يحصل بها على فائدة ومصلحة شخصية.

العلاقة بين الصحفي والمصدر حضرت أيضًا في مواضع عدة من الكتاب، إما للحديث عن تبادلية المنفعة بينهما، أو عن الطرق التي “يفبرك” من خلالها الصحفي مصادره بنسخ التصريحات وتكرارها، أو ابتكار مصادر وهمية وتقديمها على أساس أنها البطل في القصة الصحفية أو المتخصص الذي يفسر ويشرح ويحلل.

إضافة إلى ذلك، يعرّج عبد الرحمن على “التطفل” الذي يمارسه بعض الصحفيين كحالة استغلالية يتكسبون منها، ويتحدث عن نهايات بعض الصحفيين، وكيف يستغل بعض الفنانين الصحفيين لصناعة اسم كبير في عالم النجوم.

الكاتب استخدم لغة سهلة وبسيطة في مناقشة القصص التي ذكرها، حتى إنه أدخل الكثير من الألفاظ العامية المصرية إلى جمله، كما لا تتوفر فيه منهجية واضحة في ترتيب وعرض الأفكار.

ونتيجة حداثة تاريخ نشر الكتاب نسبيًا لا تتوفر عنه مراجعات كثيرة، لكنه يحظى بتقييم 3.79 من5 نجوم، على منصة “جود ريدرز” الشهيرة لتقييمات الكتب، وهو تقييم جيد.

المصدر: عنب بلدي