للتوضيح لا أكثر.. هكذا يضحكون عليكم
القضية الفلسطينية الرابحة.. والمتاجرة بها
على الرغم من أن القضية الفلسطينية قضية حق، ومن يقفون مع هذا الحق هم غالبية الشعوب العربية، إلا أنها باتت قضية للمتاجرة والتدليس، وبات الأفاقون والكذابون والمجرمون والأنظمة الاستبدادية والإجرامية والديكتاتورية، تستخدمها كورقة لتنظيف اوساخها، فبمجرد نطقك أنك تقف مع هذه القضية كأنك عدت كما خلقتك أمك، وهؤلاء للأسف كثر.
أمثال كثر، يصعب عدهم ممن إدعى سابقا حق الشعوب في الحرية والكرامة، وكان الكثيرون من المثقفين العرب يتهمون الشعوب بالتخاذل والخوف، وعندما ثارت اتهموها بالتآمر والخيانة، ليتبين انهم يدافعون على مصالحهم فقط وتجارتهم الرابحة.
فكانت الثورة السورية التي فضحت المتاجرين بالقضية الفلسطينية، لأن الحق لا يتجزأ ولا يتقسم، فمن وقف ضد حق الشعب السوري في الحرية والكرامة ووقف مع المجرم بشار الأسد، وفي نفس الوقت يدعم القضية الفلسطينية فهو تاجر بالضرورة.
الثورة السورية الكاشفة والفاضحة
مصير الثورة السورية أن تكشف الكاذبين والمتاجرين بقضايا الشعوب، من الأنظمة والمثقفين والحركات والتنظيمات، إذ أنها فضحت الكثيرين وكشفت عوراتهم الكثيرة، فعند انطلاقتها في أذار 2011
وسيطرتها على مساحات واسعة من المحافظات السورية، وقف الكثيرون في صفها و دعموها، وعندما تراجعت بفعل التدخل الروسي والإيراني والشيعي، انقلب غالبيتهم على أعقابهم وعادوا إلى تجارتهم الرابحة”القضية الفلسطينية”.
حركة حماس التي دعمت الثورة السورية في بدايتها، وقفت ضدها في نهايتها وعادت تستجدي عودة العلاقات مع النظام السوري، مثقفون عرب كثيرون صرحوا بدعمهم في حق الشعب السوري في التحرر والكرامة، ولكنهم سرعان ما تراجعوا عن ذلك، فالثورة السورية لم تعد رابحة في نظرهم ولكنها أصبحت فاضحة.
ميزان الثورة السورية والقضية الفلسطينية هو ميزان واحد، فمن دعم هذه ووقف ضد تلك فهو متاجر بالضرورة، وقد فضح أمره، ولكن الإنحياز للقضايا والتشدد في ذلك، جعل الاصطفاف سمة الكثيرين وبات كلا يعتبر قضيته العادلة وغيرها الباطلة، أو أن قضيته عادلة أكثر من الأخرى ويجب أن تكون الاولى وما دونها قضايا عابرة، وهنا الطامة الكبرى.
المصدر: مقتطفات من مقال على موقع شبكة شام