متغير يطرأ.. والعلماء يحذرون من سيناريو نهاية العالم

سوشال: متابعات

حذر العلماء من أن الأرض يمكن أن تتقطع بها السبل يوما ما و”تُترك وحيدة” مع توسع الكون بسرعة.

واكتشف عالم الفلك الأمريكي إدوين هابل وآخرون في عشرينيات القرن الماضي أن الكون يتوسع، وأظهروا أن معظم المجرات تهرب عن درب التبانة، وكلما ابتعدت عنها، زادت سرعة هروبها. وهنا حدد هابل النسبة الثابتة تقريبا بين السرعة والمسافة، بما يُعرف باسم ثابت هابل.

ولكل ميغا فرسخ إضافي (قياس للمسافة يساوي مليون فرسخ فلكي أو 3.26 مليون سنة ضوئية) من المسافة، وجد هابل أن المجرات تنحسر بسرعة 500 كيلومتر في الثانية (310 أميال في الثانية) كلما ابتعدت عن الأرض مليون فرسخ فلكي.

وبالتالي فإن قيمة ثابت هابل حُددت بـ500 كيلومتر في الثانية لكل ميغا فرسخ. وعلى مر السنين، قام علماء الفلك بمراجعة هذا التقدير بشكل كبير مع تحسن التقنيات.

لكن هابل وضع الأسس لما يعرفه العلماء اليوم، ومن خلال تلسكوب ناسا الذي يحمل الاسم نفسه، تلسكوب هابل الفضائي تمكن علماء الفلك من النظر في أعماق الكون، وسمح التلسكوب للعلماء بالمضي قدما وملاحظة أن الكون يتوسع بالفعل.

ولكن، وفقا للبروفيسور ديفيد كايزر من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فإن الكون لا يتوسع ويتمدد فقط. وفي حديثه خلال سلسلة “بي بي سي”، بعنوان: “الكون: حيث يبدأ كل شيء وينتهي” (Universe: Where everything begins and ends)، قال كايزر: “إنه في الواقع يزداد حجما وسرعة”.

وتشير معظم الملاحظات إلى أن توسع الكون سيستمر إلى الأبد. وإذا كان الأمر كذلك، فإن النظرية الشائعة تدعي أن الكون سوف يبرد مع تمدده ويصبح في نهاية المطاف باردا للغاية بحيث لا يستطيع الحفاظ على الحياة.

وهذا ما يمكن، في النهاية، أن يترك كواكب مثل الأرض بمفردها، معلقة في الفضاء، في مواجهة الأيام المتجمدة. وهو ما اقترحه البروفيسور لاري غلادني من جامعة ييل خلال السلسلة الوثائقية.

وقال: “يمكننا أن نتخيل جيدا أن الكون سيستمر في التوسع ويصبح كبيرا جدا لدرجة أن المجرات ستختفي في النهاية. وسوف تكون بعيدة جدا عنا وتتحرك بسرعة كبيرة، بحيث لا أمل لدينا في رؤية أي ضوء منها. وهذا احتمال حقيقي لما يمكن أن يحدث في المستقبل”.

والطاقة المظلمة، القوة الغامضة التي تسبب تسارع معدل تمدد كوننا، يمكن أن تجبر الفضاء بين مجموعات المجرات على النمو بمعدل متزايد.

ومع وضع هذا في الاعتبار، تشير بعض النظريات إلى احتمال حدوث سيناريو يسمى “الموت الحراري”.

ووقع طرح هذا السيناريو باعتباره المصير النهائي للكون، ما يشير إلى أنه يمكن أن يتطور إلى حالة لا توجد فيها طاقة حرارية وبالتالي لن يكون قادرا على الحفاظ على العمليات التي تزيد من الإنتروبيا، مقياس كمية الطاقة غير المتاحة للقيام بعمل ما (مقياس الفوضى داخل نظام ما).

وجمع العلماء، من خلال وسائل مثل تلسكوب هابل الفضائي، قدرا كبيرا من المعلومات حول الكون. واستخدموا هذه الملاحظات، بالإضافة إلى الحسابات السابقة، لتطوير نموذج يُعرف الآن باسم الانفجار العظيم للمساعدة في تفسير تكوين الكون وتطوره.

وينص هذا النموذج على أنه منذ نحو 13.8 مليار سنة، كانت كل المادة في الكون مركزة في نقطة واحدة صغيرة للغاية. ومن هذه النقطة الدقيقة، توسع الكون كله إلى الخارج إلى ما هو موجود اليوم.

وبحسب البروفيسور برايان كوكس، الذي تحدث أيضا خلال السلسة الوثائقية، كان هناك وقت قبل الانفجار العظيم، حيث لم تكن المادة موجودة على الإطلاق. وكل ما كان موجودا هو الزمكان ومحيطا من الطاقة، لا يزال تقريبا ولكن يمتد رويدا.

وقال البروفيسور كوكس إنه يجب علينا تصور هذا المكان على أنه “محيط شبه ثابت من الطاقة، يملأ الفراغ”.

المصدر: إكسبريس