أول تحرك لمفتي سورية في الداخل

سوشال: متابعات

أول تحرك لمفتي سورية في الداخل

جرى المفتي العام لسوريا، ورئيس المجلس الإسلامي السوري، الشيخ أسامة الرفاعي، الأسبوع الماضي، زيارة إلى شمال غربي سوريا، للمرة الأولى بعد انتخابه مفتياً عامّاً للبلاد، في 20 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، التقى خلالها بعدد من الأكاديميين والعلماء وقادة فصائل الجيش الوطني السوري.

زيارة الشيخ الرفاعي إلى الداخل السوري، جاءت بعد خمسة أيام فقط على انتخابه مفتياً لسوريا، واضعاً نصب عينيه جملة من الأهداف، أولها تسجيل كلمته الأولى كمفتٍ من داخل البلاد، والاجتماع بالشخصيات والمؤسسات الفاعلة بالمنطقة.

كلمة “الرفاعي”.. النصر مشروط بتوحيد الصف
تحدث الشيخ أسامة الرفاعي في كلمته المسجلة، عن أهمية الخطوة التي أقدم عليها المجلس الإسلامي السوري بانتخاب مفتٍ لسوريا، بعد إلغاء هذا المنصب من قبل نظام الأسد، كما أشار إلى ضرورة توحيد الصفوف من قبل الفصائل.

أفاد الرفاعي بأنه لم يكن يود أن يشغل هذا المنصب، إلا أن أعضاء المجلس الإسلامي السوري، ومجلس الإفتاء السوري بما يضمان من علماء وشيوخ وأكاديميين في الشريعة الإسلامية أصروا على ذلك، وانتخبوه بالإجماع.

وخلال كلمته، حذر الشيخ من مخاطر الفرقة بين الفصائل العسكرية، مؤكداً أنه “ما لم تتوحد صفوف الفصائل فلا نحلم بالنصر”، كما أشاد بالسوريات، قائلاً إن “المرأة عانت أكثر من غيرها خلال السنوات الماضية”.

ولم يغفل الشيخ عن المعتقلين والمفقودين والمهجرين، داعياً إلى فعل ما يمكن لإنقاذهم “فهم ليسوا غرباء، وهو واجب وليس تبرعاً، وعلى القوي أن يأخذ بيد الضعيف والغني أن يأخذ بيد الفقير”، في حين ختم حديثه بالتأكيد على أن “منصب المفتي ليس لفئة من دون فئة، وهكذا عوّدنا علماء سوريا القدامى، حيث نمد يدنا إلى كل الطوائف والأديان والأعراق والإثنيات في بلدنا ولا نفرق بينهم”.

حديث الشيخ الرفاعي عن ضرورة دمج الفصائل، وتوحيد الصفوف، يأتي في سياق مبادرة يعمل عليها المجلس الإسلامي، لدمج مكونات الجيش الوطني السوري، وتحديداً الكتلتين الأكبر فيه (غرفة القيادة الموحدة “عزم” – الجبهة السورية للتحرير).

مجريات الزيارة إلى الداخل
زيارة “الرفاعي” إلى الداخل السوري، تعد الثانية خلال فترة قصيرة، ففي آب/أغسطس الماضي دخل إلى سوريا، وخطب الجمعة في أحد مساجد مدينة اعزاز، والتقى وزير الدفاع السابق في الحكومة السورية المؤقتة، وقادة فصائل الجيش الوطني، فضلاً عن زيارة بعض المؤسسات مثل جامعة حلب الحرة، والثانوية الشرعية في قرية تركمان بارح.

على غرار الزيارة الماضية، دخل الشيخ الرفاعي في رفقة وفد من المجلس الإسلامي السوري، برعاية “الجبهة الشامية”، أو ما بات يعرف بـ “الفيلق الثالث”، وبدأ جولته بزيارة جامعة حلب الحرة في مدينة اعزاز.

وقالت الجامعة إن الشيخ والوفد المرافق له، اجتمع بعددٍ من عمداء الكليّات وأعضاء الهيئة التدريسيّة ومجموعة من طلاب الجامعة، ثم ألقى (الرفاعي) كلمته، مباركاً فيها تخريج الدفعة الأولى من كليّة الطب البشري في الجامعة، ومثمّناً الجهود التي بذلتها الجامعة خلال السنوات الماضية.

ونصح المفتي الشباب بمواصلة طريق العلم والتعب في سبيل ذلك، وأشاد بدور المرأة السوريّة الصامدة، مباركاً لها صبرها طوال سنوات الثورة، ثم أجاب عن بعض الأسئلة والاستفسارات التي طرحها الحاضرون نهاية اللقاء.

والتقى الرفاعي أيضاً بهيئة الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة السورية المؤقتة، والتي أكد مديرها رفاعة عبد الفتاح “الالتزامَ بمرجعية المجلس الإسلامي وسماحة المفتي واعتماد ما يصدر عنه من فتاوى”.

المصدر: تلفزيون سوريا