سورية على أبـ.ـواب صـ.ـرا.ع كبـ.ـير.. فأين سـ.ـاحته؟

سوشال: متابعات

سورية على أبـ.ـواب صـ.ـرا.ع كبـ.ـير.. فأين سـ.ـاحته؟

ستكون سوريا، بمعابرها الحـ.ـدودية وممراتها الداخلية، ممدودة على مائدتي قمتي الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيريه التركي رجب طيب اروغان (غداً في بروكسل)، والروسي فلاديمير بوتين (في جنيف الأربعاء).

صحيح أن التركيز سيكون على إغاثة السوريين، مع اقتراب انتهاء صلاحية قرار إيصال المساعدات «عبر الحـ.ـدود» في 11 يوليو (تموز) المقبل، لكن ملف المساعدات يخفي وراءه صـ.ـراعاً جيوسياسياً بين واشـ.ـنطن وموسكو وأنقرة سيشكل اتجاه حسمه مؤشراً للسنوات المقبلة.

وتربط موسكو بين ملفي «المعابر» الخارجية و«الممرات» الداخلية للضـ.ـغط على الخصوم لفتح «شرايين» سوريا الاقتصادية، ومقابلة الضغوط الخارجية التي تربط فك العزلة ودعم الإعمار بتقد.م العمـ.ـلية السياسية.

– روسيا… وتمرير القرار

بعد معـ.ـركة دبلوماسية، وافقت موسكو في 2014 على تمرير القرار الدولي (2165) لإيصال المساعدات «عبر الحـ.ـدود» إلى سوريا من خلال معابر «نصيب» مع الأردن، و«اليعربية» مع كردستان العراق، و«باب السلامة» و«باب الهوى» مع تركيا.

روسيا التي كانت قد أعربت عن خشيتها من تكرار سينـ.ـاريو ليبيا «عبر تدخل الغرب عسـ.ـكرياً من بوابة المساعدات الإنسانية»، وافقت على عد.م استخدام حق النقـ.ـض (الفيتو) استناداً إلى تطمينات غربية وقراءة للواقع، حيث كانت مناطق سيطـ.ـرة قو.ات المعـ.ـارضة في اتساع على حساب الحكومة. ومع تغير التوازن بعد التدخل العسـ.ـكري الروسي نهاية 2015، غيرت موسكو من أولوياتها.

وقبل سنة، وفي يوليو (تموز) تحـ.ـديداً، مع قرب انتهاء صلاحية القرار الدولي، اندلعت «حـ.ـرب مسودات» في نيويورك، بين واشـ.ـنطن وحلفائها من جهة، وموسكو وشركائها من جهة أخرى، استقرت على إصدار القرار (2533) لمدة سنة، مع شرط خفض البوابات الصالحة من ثلاث إلى واحـ.ـدة، هي «باب الهوى» بين إدلب وتركيا (معبر نصيب ألغي بعد عودة قو.ات د.مشق إلى الجنوب في 2018).

ومع بدء العد التنازلي لصلاحية هذا القرار، أشاعت روسيا أنها ستصوت ضـ.ـد تمديد القرار (2533) كي ترسل الأمم المتحـ.ـدة مساعداتها عبر د.مشق، ضمن تصور روسي واسع يدفع باتجاه «شرعنة التعامل مع الحكومة السورية»، خصوصاً بعد الانتخابات الرئاسية، وفوز الرئيس بشار الأسد بولاية جديدة.

وعلى الرغم من سيطـ.ـرة د.مشق على نحو 65 في المائة من مساحة سوريا، مقابل نحو 25 في المائة لقو.ات تدعمها أميركا شرق الفرات، ونحو 10 في المائة لفصـ.ـائل تدعمها أنقرة، لا تزال قو.ات الحكومة تسيطـ.ـر فقط على 15 في المائة من الحـ.ـدود، فيما الـ85 في المائة الباقية خاضعة لسيطـ.ـرة حلفاء د.مشق وخصومها، بما في ذلك سلطات الأمر الواقع في مناطق النفـ.ـوذ الأخرى التي تسيطـ.ـر أيضاً على معظم البوابات الحـ.ـدودية الـ19 بين سوريا والدول المجاورة.

– ماذا عن أميركا؟

مع تسلم إدارة بايدن السلطة، كان واضـ.ـحاً أن ملف المساعدات أساسي في أولوياتها، مقابل تراجع الملف السياسي والعسـ.ـكري، إذ إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن اختار ترؤس اجتماع في مجلس الأمـ.ـن في مـ.ـارس (آذار) الماضي لإطـ.ـلاق حمـ.ـلة الدعم لتمديد القرار الدولي، بدل المشاركة في مؤتمر بروكسل للمانحين. وقال بلينكن في نيويورك: «أصبح الوصول إلى السوريين دونه عوائق أكثر أهمية من أي وقت مضى، ليس فقط بسبب الأزمـ.ـة الإنسانية المتزايدة، ولكن أيضاً بسبب التهـ.ـديد الذي يشكله فيـ.ـروس (كو.فـ.ـيد – 19)»، بل إن بلينكن رفع سقف التوقعات والمطالب قائلاً: «دعونا نعيد الترخيص للمعبرين الحـ.ـدوديين الذين تم إغلاقهما (اليعربية مع العراق وباب السلامة مع تركيا)، ونعيد ترخيص المعبر الحـ.ـدودي الوحيد الذي لا يزال مفتوحاً (معبر باب الهوى مع تركيا)». وتابع: «يجب ضمان حصول السوريين على المساعدات التي يحتاجون إليها».

وقامت مندوبة أميركا في مجلس الأمـ.ـن، ليندا توماس – غرينفيلد، بجولة على الحـ.ـدود السورية – التركية لهذا الغرض، في وقت بعث فيه القيمون على لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس رسالة إلى بلينكن لحثه على الضـ.ـغط على موسكو، جاء فيها: «حمـ.ـلة روسيا للقـ.ـضاء على إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحـ.ـدود هي جزء من جهد أكبر للحفاظ على الوصول إلى شرق البحر المتوسط، وتشجيع المجتمع الدولي على إعادة تأهيل نظـ.ـام الأسد، وفتح الباب أمام تمويل إعادة الإعمار الذي من شأنه ترسيخ نظـ.ـام الأسد في السلطة، وتأمينه موطئ قد.م استراتيجياً لروسيا».

وقبل يومين، أعلن مستشار الأمـ.ـن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، عن أن بايدن سيبحث القـ.ـضايا المتعلقة بسوريا مع بوتين، وقال: «ستكون سوريا على جدول الأعمال؛ موقفنا من قـ.ـضية وصول المساعدات الإنسانية واضـ.ـح جداً»، وتابع: «نعتقد أنه يجب أن يكون هناك ممرات إنسانية في سوريا لوصول المساعدات وإنقاذ الأرواح، وهذا بالتأكيد سيناقشه الرئيسان».

– نداء أممي… وقـ.ـلق

ودعت الأمم المتحـ.ـدة إلى تمديد العمل بالقرار، إذ أشار أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحـ.ـدة، في مـ.ـارس (آذار) الماضي، إلى أن «إغلاق المعبر الحـ.ـدودي الأخير المتبقي في سوريا سيوقف جهود توزيع لقاحات (كو.فـ.ـيد – 19) عبر شمال غربي البلاد، الأمر الذي سيخلف عواقب خطـ.ـيرة على المنطقة الأوسع». وقال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحـ.ـدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة العاجلة: «في الوقت الذي نوفر فيه ألف شاحنة شهرياً من المساعدات عبر الحـ.ـدود إلى داخل شمال غربي البلاد، لم نر حتى شاحنة واحـ.ـدة تتجاوز الخط (الفاصل بين مناطق النفـ.ـوذ)».

وتعد السلامة من الاعتبارات المثيرة للقلق لدى محاولة اجتياز الخط الأمامي. وفي 19 سبتمبر (أيلول) 2016، أفادت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحـ.ـدة بأن القو.ات السورية «خططت بدقة ونفذت بقـ.ـوة» هجـ.ـوماً ضـ.ـد قافلة مشتركة بين الأمم المتحـ.ـدة ومنظمة الهلال الأحمر السورية، ما أسفر عن مقـ.ـتل 18 مدنياً، وتد.مـ.ـير إمدادات كانت في طريقها إلى مناطق تسيطـ.ـر عليها المعـ.ـارضة في حلب.

ونقلت الباحثة ناتا هيل، من «مركز الاستراتيجيات والدراسات الدولية»، عن وكالات إنسانية قولها إن الذين «يعيشون في شمال غربي البلاد يخشون من الأجهزة المشاركة في جهود توزيع المساعدات التي تتولى التنسيق مع الأجهزة الأمـ.ـنية التابعة للحكومة، الأمر الذي يعرض متلقي المساعدات للخـ.ـطر. وإنه في عام 2018، بعد انتهاء الحـ.ـصار الذي استمر 5 سنوات لضواحي د.مشق في شرق الغوطة، أعلنت منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الحكومة جردت قوافل مساعدات من 70 في المائة من الإمدادات الطبية».

ولعب مسؤولون أمميون في تركيا دوراً حيوياً خلال مناقشات مكاتب الأمم المتحـ.ـدة في د.مشق وعنتاب وعمّان حول وصف الأوضاع في سوريا. وكانت المنظمات الدولية غير الحكومية في تركيا قد قلصت عمـ.ـلياتها شمال غربي سوريا، ما زاد الاعتماد على الأمم المتحـ.ـدة. وقد تركت مصالح الحكومة السورية تأثيراً قـ.ـوياً على مكتب د.مشق، في مقابل «حجج» فريق تركيا. ولا شك في أن فقدان العمـ.ـليات «العابرة للحـ.ـدود» سيعزز وجهة نظر الحكومة السورية بصورة ممنهجة، في مقابل تقديرات الأمم المتحـ.ـدة. ويجري تقليص التركيز على احتياجات الأفراد في شمال غربي سوريا، وهو أمر تدفع به روسيا، علماً بأن أميركا عرقلت محاولات لنقل «الثقل الأممي» إلى د.مشق.

– «د.اعـ.ـش»… و«كو.فـ.ـيد – 19»

وعلى الرغم من أن العمـ.ـليات العابرة للحـ.ـدود في شمال شرقي سوريا كانت متواضعة نسبياً، أسهم معبر «اليعربية» في توفير معدات إنسانية وطبية. وقد.مت منظمة الصحة العالمية إمدادات منتظمة كل 3 أشهر، تبعاً لاحتياجات سكان المنطقة، بناءً على اتفاق متبادل بين الأمم المتحـ.ـدة والمنظمات غير الحكومية التي تخد.م المجتمعات المحلية.

ومنذ انتهاء العمـ.ـليات عبر الحـ.ـدود في يناير (كانون الثاني) 2020، تراجعت المهام العابرة للخطوط المتجهة للشمال الشرقي. وأدت الترتيبات إلى منع وكالات الأمم المتحـ.ـدة العاملة من د.مشق من التواصل بحرية مع المنظمات غير الحكومية، وسمحت للحكومة السورية بالتدخل في عمـ.ـليات توصيل المساعدات، و«تمخض هذا الوضع عن مشكلات أكثر خطورة عما كان متوقعاً» في المدى القصير، حسب هيل. وعلى المدى الطويل، من الممكن أن «تتسبب هذه الأمور في تقويض الاستقرار والأمـ.ـن في منطقة هيمن عليها من قبل تنـ.ـظيم د.اعـ.ـش».

أما في إدلب، حيث يعيش نحو 3 ملايين شخص، وعلى الرغم من أن أعمال القتـ.ـال وصلت إلى أدنى مستوياتها على الإطـ.ـلاق بعد هدنة إدلب بين موسكو وأنقرة في مـ.ـارس (آذار) من العام الماضي، فقد شهدت الحـ.ـاجـ.ـة للمساعدات ارتفاعاً جراء التشـ.ـريد طويل الأمد الذي تعـ.ـرض له كثيرون من دون توافر إمكانية للعودة، إلى جانب الأزمـ.ـة الاقتصادية المتفاقمة داخل سوريا وجائـ.ـحة «كو.فـ.ـيد – 19».

وتشير الأرقام إلى أن ما يزيد على ثلثي الـ2.7 مليون شخص في شمال غربي البلاد مشردون داخلياً. ولا يزال أكثر من نصف مليون شخص يعيشون داخل مخيمات، ويعانون من السيول والبرد… والحرارة. وأيضاً، تعد هذه المنطقة معرضة على نحو استثنائي لجائـ.ـحة «كو.فـ.ـيد – 19» بسبب تداعي المنظومة الصحية فيها، والتكدس الشديد للأفراد، ونقص المياه، وسوء أوضاع الصرف الصحي.

وتضررت الحياة السياسية كذلك، إذ إنه منذ زادت «هيئة تحـ.ـرير الشام» نطاق سيطـ.ـرتها على محافظة إدلب في 2019، تحولت الجهات الدولية المانحة من دعم صمود المجتمعات، من خلال مساعدات الاستقرار وبرامج أخرى، إلى توفير دعم إنساني خالص.

وبالنظر إلى تزايد الاعتماد على المساعدات الإنسانية، يقول كثير من عمال المساعدات المحليين إنهم يخشون أن يؤدي أي تقليص في المساعدات إلى مزيد من زعزعة الاستقرار، وأن تعمد الجمـ.ـاعات المتـ.ـطرفة إلى تأجيـ.ـج هذا الغضـ.ـب، الأمر الذي يرفع مستوى التعقيد، حسب «مركز الاستراتيجيات والدراسات الدولية». ثم إن حجم العمـ.ـليات العابرة للحـ.ـدود التي تنفذها الأمم المتحـ.ـدة، ومستوى تعقيد العمل داخل سوريا، يجعلان من الصعـ.ـب تعويض الدور الأممي. وفي حـ.ـال انتهاء العمـ.ـليات العابرة للحـ.ـدود، فإن الأمم المتحـ.ـدة ستفقد مكانتها، بصفتها «الملاذ الأخير» في شمال غربي البلاد، ومن المتعذر التنبؤ بمسار المساعدات… وخروج «كو.فـ.ـيد – 19» عن السيطـ.ـرة. ومن شأن وقوع كارثة إنسانية في خضم وبـ.ـاء عالمي أن يفـ.ـرض ضغوطاً هائلة على تركيا المجاورة، ومن الممكن بسهولة أن تمتد تبعات ذلك إلى باقي أرجاء الشرق الأوسط وأوروبا.

– ممرات داخلية

في موازاة «معـ.ـركة المعابر» مع الخارج، هناك صـ.ـراع خفي بين اللاعبين على «الممرات» بين «الجيوب الثلاثة» في سوريا التي استقرت خطوطها في السنة الأخيرة بعد تغيرات كبيرة، بدءاً من 2011. وإلى جانب المعابر التي نشأت نتيجة الحـ.ـصار، ظهرت ممرات بين مناطق السيطـ.ـرة التي انقسمت في البداية بين مناطق النظـ.ـام والمعـ.ـارضة، ثم ظهرت بعد ذلك مناطق «د.اعـ.ـش»، و«وحـ.ـدات حماية الشعب» الكردية التي أصبحت مناطق إدارة ذاتية بحماية «قو.ات سوريا الديمقراطية» (قسد).

ولاحظ مركز «جسور» للدراسات وجود ما يزيد على 15 معبراً بين مناطق سيطـ.ـرة «قسد» ومناطق النظـ.ـام؛ 5 منها على الأقل تعد معابر رسمية تتدفق منها السلع بين الطرفين، ويعد معبرا «التايهة» (جنوب غربي مدينة منبج) و«الهورة» (شرق مدينة الطبقة) أبرز المعابر بين الطرفين. وهذه المعابر تفتح أبوابها وتغلقها حسب الواقع العسـ.ـكري أو الأمـ.ـني، أو حسب المزاج السياسي لطرفي النـ.ـزا.ع. وقال المركز: «علاوة على المعابر التي يحكمها الطرفان، فإن الحـ.ـاجـ.ـة لتمرير سلع بين المنطقتين لا يمكن ضـ.ـبطها، ما أدى لإنشاء معابر تهريب يخرج ويدخل منها كل من المدنيين والسلع». وفي التصعـ.ـيد الأخير بين «الإدارة الذاتية» ود.مشق، ظهر الترابط بين ممرات شرق الفرات وشمال حلب.

أما في إدلب، فإن «الممرات التجارية» التي كان قد نص عليها اتفاق «خفض التصعـ.ـيد» بين روسيا وتركيا قبل 3 سنوات تتضمن كثيراً من الأبعاد السياسية بين «منطقة النفـ.ـوذ التركية» وباقي المناطق السورية. ومع احتدام النـ.ـزا.ع بشكل أكبر بين مناطق الحكومة والمعـ.ـارضة، فإن حركة المدنيين باتت تقتصر على الموظفين وبعض الطلاب، لكن الحركة التجارية مستمرة في أغلب الأوقات، خصوصاً عبر معبر «قلعة المضيق» الذي سيطـ.ـرت عليه د.مشق في منتصف 2019، وكان يسهم في حركة تجارية واسعة، كما حافظت قو.ات المعـ.ـارضة وقو.ات النظـ.ـام لسنوات طويلة على وجود وسطاء تجاريين بين الطرفين، حسب مركز «جسور».

وتتدفق التجارة أحياناً عبر معابر تهريب، أو من خلال فتح مؤقتٍ لكل من معبري «ميزناز» و«سراقب». كما يتم استخدام معبر «أبو الزندين» قرب مدينة الباب لاستقبال المهجـ.ـرين من مناطق الحكومة في أغلب الأوقات، وغالباً ما يتم استخدام المعابر بين مناطق «قسد» ومناطق المعـ.ـارضة بصفتها معابر وسيطة لتحرك السلع والأفراد من مناطق النظـ.ـام إلى مناطق المعـ.ـارضة، أو العكس، مروراً بمناطق «قسد» التي تتمتع بأهمية كبيرة للمعـ.ـارضة لنقل البضائع من وإلى مناطق النظـ.ـام، وأحياناً لإقامة علاقات تجارية مع العراق. ولا تتدفق السلع مؤخراً بسهولة بين مناطق «هيئة تحـ.ـرير الشام» في إدلب ومناطق «الجيـ.ـش الوطني» في حلب.

– موسم المقايضات

أميركا مهتمة باستمرار فتح المعابر الحـ.ـدودية وزيادتها، خصوصاً إعادة فتح «اليعربية» بين مناطق سيطـ.ـرتها شرق الفرات والعراق. وتركيا مهتمة باستمرار فتح «باب الهوى» مع إدلب، وإعادة تشغيل «باب السلامة» شمال سوريا، لكنها ليست متحمسة لفتح «اليعربية» وتعزيز «الإدارة الكردية». أما روسيا، فهي غير مهتمة بفتح معابر حـ.ـدودية جديدة، لكنها مهتمة بتشغيل «الممرات» الداخلية للضـ.ـغط على الأمم المتحـ.ـدة والغرب للعمل مع الحكومة السورية عبر د.مشق. وكانت تركيا قد ربطت تشغيل «الممرات» بين إدلب وريف حلب من جهة، ود.مشق من جهة ثانية، بإغلاق المعابر القائمة بين د.مشق والقامشلي.

ولا شك في أن المفـ.ـاوضات القائمة بين الأميركيين والروس والأتراك حول تمديد القرار الدولي لإيصال المساعدات الإنسانية «عبر الحـ.ـدود» تتضمن في العمق البحث عن خيط يربط «المعابر» و«الممرات»، ما يفتح الباب على صفقات ومقايضات خلال قمتي بايدن مع كل من بوتين وإردوغان في الأيام المقبلة.

المصدر: الشرق الأوسط