رئيس الوزراء القطري الأسبق: الأزمة السورية لم تنته مطلقاً وهناك ثورات دامت 200 عام

أعرب وزير خارجية ورئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، عن اعتقاده بأن “الأزمة السورية لم تنته بل تم احتواؤها بالقوة”، مشيرا إلى أن هناك ثورات طالت 200 عام. وقال آل ثاني في مقابلة مع قناة “RT”، إن القول بأن سوريا قد لملت جراحها أمر غير صحيح “إنها لم تلملم جراحها، نصف الشعب السوري أو أكثر مهجر داخل سوريا أو خارجها، وقتل في هذه العملية ما يقارب المليون شخص”. ووفقا له، فإن تنظيم “داعش” قد زج به في الأزمة السورية حتى تأخذ قضية الإرهاب بعدا دوليا للتخلص من الجماعات الإرهابية، خلطا للأوراق لبقاء “النظام في سوريا”.

وأضاف: “لست ضد النظام (في سوريا) كنظام، بل أنا ضد ما ارتكبه النظام (هناك)، لن يكون هذا النظام ا(الجهة) المثالية لإدارة دولة تكون فيها عدالة واستقرار بعد كل ما حدث”. وقال إنه لو تبع هذه السيطرة بالقوة على الأزمة السورية بناء واستقرار وانتخابات قد نقول أن ما حصل كان خطأ كبيرا لكن نفس الشخص الذي ارتكب الخطأ يتجه لبسط الاستقرار”. وأكد أن استمرار الحروب في سوريا يدفع ثمنه الشعب.

وعلى صعيد آخر أكد خلال مقابلة خاصة مع قناة RT، أن فشل الوسيط الأمريكي في حل الأزمة الخليجية يعود إلى تضارب المواقف التي تدار من أكثر من جانب في واشنطن، بالإضافة إلى تعنت أطراف الأزمة. وتوقع أن يكون استمرار الأزمة الخليجية مناسبا لبعض الأطراف، قائلا إن الولايات المتحدة ودولا كثيرة بدأت تجني ثمار الخلاف الخليجي من خلال ما يصرف على الأزمة من المكاتب الاستشارية قانونية والصفقات التي تعقد والاتصالات من جانب الدول الأطراف في الأزمة، “ويراد للخلاف الخليجي أن يبقى دون تصعيد أو اختفاء”.

وأكد أن إعادة الثقة بين الدول الخليجية سيحتاج لسنوات كثيرة، حتى ولو عاد الكيان الخليجي كما في السابق قبل أن يهدم بفعل هذه الأزمة. وفيما يخص الدور المصري في الأزمة، قال آل ثاني، إنه لا يلوم مصر كثيرا، موكدا أنها “محتاجة لمبالغ (مالية) ضخمة.. وهي مضطرة للوقوف مع الدول التي تقدم لها هذا الدعم بشكل واضح”، حسب قوله. وقال إن لمصر دورا وسيطا متوسطا لتهدئة الأوضاع وثقلا لكن ذلك في الماضي، بينما هي وغيرها من الدول بدأت تحسب أمورها وقضاياها بـ”الآلة الحاسبة”.
عن روسيا اليوم