النظام وروسيا يطبقان “الأرض المحروقة” على مناطق المعارضة السورية

سوشال

تشهد مناطق سيطرة المعارضة المسلحة جنوبي إدلب وشمالي حماة، منذ ليل الأربعاء/الخميس، قصفاً جوياً وبرياً مركزاً هو الأعنف منذ بدء تصعيد مليشيات النظام وحلفائها. وشهدت محاور القتال اشتباكات عنيفة بين المعارضة والمليشيات، واستمرت حركة نزوح المدنيين من المنطقة المستهدفة. وتواصلت عمليات امداد الجبهات بالعدد والعتاد الحربي على جانبي خط التماس، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.

واتبعت المليشيات في قصفها مناطق المعارضة سياسة الأرض المحروقة، واستهدفت بقذائف المدفعية والصواريخ غالبية القرى والبلدات جنوبي إدلب وريف حماة الشمالي وسهل الغاب. واستخدمت المليشيات الراجمات الروسية الحديثة التي تطلق أكثر من 50 صاروخاً، في وقت قياسي. وكانت غالبية الصواريخ محملة بالقنابل العنقودية ذات التأثير التدميري الكبير.

وتناوبت 7 طائرات مروحية على التحليق في أجواء المنطقة، وألقت ما يزيد عن 50 برميلاً متفجراً. مصدر عسكري معارض، أكد لـ”المدن”، أن المدى التدميري للبراميل المتفجرة التي ألقتها مروحيات النظام في اليومين الماضيين كان كبيراً مقارنة بالبراميل التي كان يستخدمها النظام خلال السنوات الماضية. وأشار المصدر إلى أن البراميل الجديدة مُعدّلة روسياً في الغالب، وذات قوة انفجارية أكبر، وبإمكانها إلحاق الضرر البالغ في المباني التي تستهدفها. وقد ظهر ذلك واضحاً في القرى والبلدات التي تعرضت للقصف بالبراميل الجديدة.

واستهدفت الطائرات الحربية الروسية بعد منتصف الليل بأكثر من 20 غارة جوية قرى وبلدات ريفي ادلب وحماة، وكررت المقاتلات غاراتها بالصواريخ الفراغية على بلدتي معرة حرمة وكنصفرة التي قتل فيها 4 مدنيين من عائلة واحدة.

القصف الجوي والبري استهدف أكثر من 60 قرية وبلدة ومزرعة، ومن بينها كفرنبل ومعر زينة وجبالا والشيخ مصطفى والشيخ دامس وعابدين وخربة بلعا وخربة قنطرة وترملا وكفر زيتا والزكاة وقلعة المضيق وكفرنبودة والحواس والحويز والحرية والعمقية وتل عميقة وطنجرة والعنكاوي وقسطون وكنصفرة والقصابية والحويجة وباب الطاقة والهبيط وأرينبة.

طائرات النظام الحربية لاحقت برشاشاتها الثقيلة خلال الليل تنقلات وتعزيزات المعارضة في المنطقة القريبة من الجبهات. ورصدت طائرات الاستطلاع غالبية الطرق. واستهدفت الطائرات برشاشاتها السيارات التي تنقل النازحين من المناطق المشتعلة نحو شمالي ادلب. ويستمر تدفق النازحين من قرى وبلدات ريفي ادلب الجنوبي وحماة الشمالي نحو الشمال، لليوم الرابع على التوالي، ويزيد عدد النازحين من المنطقة عن 20 ألف شخص.

المعارضة والنظام، استمرا في الحشد للمعركة المفترضة في الميدان، وفي مواقع التواصل الاجتماعي. وكان لافتاً، استنفار فصائل من “الجبهة الوطنية للتحرير”، الأربعاء، وإرسالها تعزيزات عسكرية ضخمة إلى خطوط التماس في الزاوية الجنوبية. وبدأت “الجبهة الوطنية” تتحدث بشكل صريح عن عمليات استهدافها لمواقع المليشيات، وأعلنت عن مقتل 4 جنود روس في قصف بالهاون استهدف موقعهم في معسكر بريدج. ودمرت “الجبهة” دبابة للمليشيات في محور تل مرق جنوب شرقي ادلب بصاروخ مضاد للدروع من طراز كونكورس، وكذلك قالت إنها استهدفت بالرشاشات وصواريخ من طراز فاغوت، تحصينات المليشيات في أكثر من محور وأوقعت إصابات في صفوفها وأعطبت آليات وقواعد صواريخ.

“الجبهة الوطنية للتحرير” أعلنت، صباح الخميس، عن تصديها لمحاولة تسلل لقوات النظام على محور كفرنبودة، كما أعلنت “هيئة تحرير الشام” عن استهداف قاعدة حميميم العسكرية الروسية بأكثر من 30 صاروخ غراد.

وفي الطرف المقابل واصلت مليشيات النظام الحشد الميداني والدعائي للمعركة، وتناقلت مواقع موالية صوراً وفيديوهات لمئات العناصر والمدرعات وراجمات الصواريخ تتجه نحو خطوط التماس بريف حماة. غالبية ما تداولته المواقع الموالية هي صور وفيديوهات قديمة تعود للعام 2018، من معسكرات التدريب التي كان يجريها “الفيلق الخامس” في ريف حماة. الجديد من تلك التعزيزات هو رتل عسكري انطلق من قمحانة شمالي حماة نحو سهل الغاب، وهو يتبع لـ”فوج الطرماح” التابع لـ”مليشيا النمر”. وتم نقل العناصر بمركبات نقل عام وميكروباص متوسط. وقد بدا الرتل استعراضياً أكثر منه قتالياً. والرتل الآخر لمليشيا “درع الوطن” التابعة لـ”الفرقة الرابعة” مؤلف من مجموعة من السيارات العسكرية رباعية الدفع من دون أسلحة ثقيلة.

المدن