بعد الانهيار.. الشعب يخرج ومفتي البلاد يصدر البيان الاول والبلاد تنتفض عن بكرة أبيها (فيديو)
احتجّ آلاف المتظاهرين في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة اللبنانية بيروت على استمرار تردّي الأوضاع الاقتصادية وهبوط الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي بشكل مدوٍّ قياساً بالعام الفائت.
وأكدت مراسلة أورينت إيلينا أبو نعمة أن مجموعة من العسكريين المتقاعدين ونواب من حركة الإنقاذ الوطني، دعت إلى الخروج بتظاهرات واعتصامات أمام المقرات الحكومية في ساحة رياض الصلح تزامنا مع الجلسة النيابية للتعبير عن الرفض الكامل لسياسة عمل الحكومة في التعاطي مع الواقع المتأزّم في لبنان.
وبدأت الوفود بالتجمع في ساحة رياض الصلح منذ صباح اليوم أمام مصرف لبنان المركزي قرب مجلس النواب اللبناني ورفعوا الأعلام اللبنانية ولافتات تندد بالسياسات المالية العشوائية والفساد الذي شمل كل جوانب الحياة، متهمين بذلك المسؤولين وأصحاب المصارف اللبنانية.
وندد المحتجون بسياسات مصرف لبنان المالية بعدما وصل سعر الصرف الدولار الأمريكي الواحد إلى 105 آلاف ليرة لبنانية صباح اليوم، ما يعادل أضعاف سعر الصرف في آذار الفائت عندما كان الدولار دون الـ 25 ألف ليرة لبنانية، يضاف إلى ذلك غلاء المعيشة وتردّي الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني، حيث تسيطر ميليشيا حزب الله على كافة مفاصل الحياة في لبنان وترفض كل المبادرات الداعية لإصلاحه.
واتخذت القوى الأمنية في الجيش اللبناني وفرقة مكافحة الشغب إجراءات في محيط المكان، في محاولة لمنع المحتجين من الوصول إلى المراكز والمباني الحكومية والحيوية، إلا أنه تم اقتحام الشريط الشائك من قبل بعض المعتصمين، حيث اشتبكوا مع الأمن الذي استخدم القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وأطلقت قوات الأمن اللبنانية الغاز المسيل للدموع، لتفريق مئات المتظاهرين، غالبيتهم عسكريون متقاعدون، خرجوا وسط العاصمة بيروت، احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية، وحاولوا اقتحام حرم السراي الحكومي.
تخلل التظاهرة عمليات كر وفر بعد إطلاق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين من أجل تفريقهم، بعد تمكن مجموعة منهم من إزالة الأسلاك الشائكة والتقدّم باتجاه حرم السراي الحكومي.
وأصيب متظاهر بجروح في رأسه خلال إطلاق القنابل المسيلة للدموع، وعنصر من الجيش جراء رشق المتظاهرين للحجارة.
وقعت حالات إغماء في صفوف المتظاهرين، حسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان.
عناصر من الجيش فصلوا بين المتظاهرين والقوى الأمنية، لاحتواء التوتر بعد إطلاق القنابل المسيلة للدموع بكثافة.
وحذّر مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، الأربعاء 22 مارس/آذار 2023، من “الفوضى” بالبلاد في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، بحسب رسالة نشرها بمناسبة حلول شهر رمضان، في ظل أزمة سياسية واقتصادية تضرب البلد الذي يعاني من شاغر برئاسة الجمهورية منذ أشهر.
وقال دريان في الرسالة: “يا ساسة لبنان، كفى بالله عليكم تضييع الوقت، أصبحنا في المراحل الأخيرة من الانهيار، وحدوا رؤيتكم في مصير بلدكم”.
أضاف: “إما انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة، أو الفوضى التي بدأت معالمها تظهر شيئاً فشيئاً في الوطن، ويدفع الثمن المواطن”.
وفشل البرلمان اللبناني 11 مرة منذ سبتمبر/أيلول الماضي، في انتخاب خلف للرئيس السابق ميشال عون، الذي انتهت ولايته في أكتوبر/تشرين الأول 2022، فيما تستمر الحكومة الحالية في تصريف الأعمال منذ الانتخابات النيابية في مايو/أيار الماضي.
وقطع عدد من المواطنين اللبنانيين أمس الثلاثاء مجموعة من الطرقات، في العاصمة بيروت وشمال لبنان وشرقه، كما أقدم أصحاب المحال التجارية على إغلاق محلاتهم بالتزامن مع قطع الطريق، احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية والارتفاع الكبير لسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية.
وشهدت الليرة اللبنانية هبوطاً كبيراً في الفترة الأخيرة، إذ وصل سعر صرف الدولار أمس الثلاثاء إلى أكثر من 140 ألف ليرة لبنانية في السوق السوداء، قبل أن ينخفض بعد وقت قصير إلى 105 آلاف ليرة، جاء ذلك الانخفاض بعد بيان لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة أعلن فيه استعداد مصرف لبنان لإجراء “عملية مفتوحة ومستمرة لشراء الأوراق النقدية اللبنانية وبيع الدولار نقداً على سعر منصة (صيرفة)، ويُحدد بـ90 ألف ليرة مقابل كل دولار”.
الدولار اللبناني بقبضة الأسد و “حزب الله” متورط
كشف موقع (جنوبية) اللبناني في وقت سابق عن عمليات تهريب كميات كبيرة من الدولار من لبنان إلى مناطق سيطرة نظام أسد في سوريا، بعد تفاقم الأزمات الاقتصادية لدى حكومة أسد وخاصة الانهيار التاريخي لليرة السورية أمام العملات الأجنبية.
وقال مصدر أمني “لم يكشف عن اسمه” لـ”أورينت نت”، إن عملية التهريب تتم عبر طريقتين: الأولى يتم من خلالها تهريب الأموال بتخطيط بين “حزب الله” وشركات النفط، ويقضي المخطط بإعلان الإضراب من قبل شركات النفط، ما يضطر المواطن اللبناني للمسارعة بشراء البنزين بالعملة اللبنانية. أما دور “حزب الله”، فيكمن بجمع الأموال وتبديلها بعملة الدولار، وإرسالها لنظام أسد.
أما الطريقة الثانية التي تكون عبر إيداع أموال في الحسابات التي تتعامل بالعملة اللبنانية في المصارف، ومن ثم سحب تلك الأموال بالدولار، وبعدها يتم تسليمها لبعض الصرافين، ليصار تحويلها إلى دمشق.
احتجاجات شعبية غاضبة في محيط مجلس النواب #اللبناني بسبب تردي الأوضاع المعيشية#لبنان#أورينت pic.twitter.com/YrGFuiQMKZ
— Orient أورينت (@OrientNews) March 22, 2023
رسالة سماحة المفتي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لعام 1444 هـ – 2023 م https://t.co/K1h0Qj0904
— مفتي الجمهورية اللبنانية (@MuftiLeb) March 22, 2023