أسماء تفضح نفسها على الملأ

يواصل نظام أسد استغلاله لآلام السوريين ومآسيهم وحتى نجاحاتهم، بهدف تلميع صورته التي تلطخت بدماء الأطفال والنساء والرجال منهم، وذلك بعد ارتكابه أفظع الجرائم بحق الشعب السوري خلال السنوات الماضية.

وشكّلت كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق في شمال وغرب سوريا الشهر الماضي فرصة سانحة لنظام أسد لاستغلال الكارثة سياسياً واقتصادياً من أجل تعويم نفسه عربيا ودوليا، فعلى الرغم من مسؤوليته عن مقتل واعتقال أكثر من مليون سوري، وتشريد وتهجير أكثر من 12 مليوناً آخرين وتدمير مدنهم وبلداتهم، يحاول النظام تصدير نفسه “إنسانياً” مستغلاً أوجاع حتى الأطفال، وذلك من خلال تسليم هذه المهمة لأسماء الأسد زوجة رأس النظام.

أسماء الأسد والطفلة شام
بصورة السيدة “المحبّة والمتعاطفة”، ظهرت أسماء الأسد في تسجيل مصور لمكالمة فيديو مع الطفلة “شام” التي تتلقى العلاج في دولة الإمارات لإصابتها بمتلازمة الهرس بعد إنقاذها من تحت الأنقاض في الشمال السوري جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا الشهر الماضي.

وخلال حديثها مع الطفلة شام، قالت أسماء “بدك ترجعي لعندي” رداً على قول الطفلة بأنها ستخبر أقاربها أنها “تكلمت مع السيدة أسماء”، وقبل أن تنهي أسماء الأسد المكالمة قامت بإرسال قبلة ورسمت قلباً بأصابع يديها للطفلة شام.

وأشعلت مكالمة الطفلة “شام” وأسماء الأسد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أثار استغلال نظام أسد للطفلة سخط واستياء عدد كبير من السوريين، وتساءل الكثير منهم عن الفائدة من نقل “شام” للعلاج في الخارج وفتح الباب لاستغلال قصتها، رغم أن التدخل الطبي في الخارج انتهى ببتر أطرافها السفلية، وهو ما أكده الأطباء في الداخل السوري.

بينما حمّل آخرون المسؤولية للإعلاميين في الشمال السوري الذي صدّروا قصة “شام” دون غيرها من عشرات الحالات المشابهة، ليرد هؤلاء في تسجيلات مصورة مؤكدين أن هدفهم كان تأمين العلاج الأمثل للطفلة.

وبحسب تسجيل صوتي متداول، نفى والد “شام” علمه باتصال أسماء الأسد مع ابنته، حيث قال إنه لم يكن بالمشفى حينها، وسمع بالمكالمة من مواقع التواصل، مشيراً إلى أنه لا يسمح له بزيارة ابنته إلا لبضعة دقائق في اليوم.

ويأتي استغلال الطفلة “شام” من قبل نظام أسد بعد محاولات كُشف عنها بوقت سابق لنقلها من الشمال السوري إلى دولة عربية بوساطة روسية، قبل أن يتم نقلها إلى تركيا ومنها إلى الإمارات.

أسماء الأسد مجرمة حرب
ودشن نشطاء سوريون حملة على مواقع التواصل تحت وسم “أسماء الأسد مجرمة حرب”، تداولوا خلالها صوراً لأسماء بقرب صورٍ لضحايا زوجها من الأطفال الذين قتلهم بصواريخ الطيران والبراميل المتفجرة.

استغلال آلام السوريين ونجاحاتهم
ولا يقتصر استغلال نظام أسد للسوريين من أجل تلميع صورته المضرجة بالدماء، على آلامهم بل وعلى نجاحاتهم أيضاً، ففي تشرين الثاني الماضي، سارعت حكومة ميليشيا أسد إلى استغلال الإنجاز الذي حققته الطفلة السورية “شام البكور” بعد فوزها في مسابقة “تحدي القراءة العربي”، لتلميع صورة النظام أمام المجتمع الدولي والتظاهر بحماية ورعاية الطفولة.

واستغلت حكومة أسد ووسائل إعلامه حينها إنجاز الطفلة “شام” التي فازت بالمركز الأول، رغم أن والدها محمد صبحي البكور قُتل بقصف لميليشيا أسد بريف حلب في عام 2015.