مظاهرات حاشدة للشعب.. عملة عربية تنهار والشعب يتجمع بالآلاف أمام البنوك (فيديو)

مظاهرات حاشدة للشعب.. عملة عربية تنهار والشعب يتجمع بالآلاف أمام البنوك (فيديو)

شهدة عدة عملات دول عربية انهياراً بأسعار الصرف أمام الدولار الأمريكي، اليوم الثلاثاء، ووصلت بعضها إلى أرقام ومستويات تاريخية في ظل أزمات اقتصادية تعصف بها.

خلال الشهور الماضية، خاضت عدة دول عربية تجارب تحرير سعر صرف عملاتها، أو ما يعرف بالتعويم، بهدف احتواء أزمة عملة متفاقمة لديها، وتخفيف الضغط على العملة المحلية، والمساهمة في حل المشكلات الاقتصادية الناجمة عن زيادة كلفة الدين الخارجي والفجوات التمويلية وعجز الموازنات العامة.

لكن ورغم قرارات التعويم الصادمة للأسواق فقد واصلت العملات المحلية في هذه الدول تهاويها إلى مستويات قياسية، واجتاحت ظاهرة تحرير أسواق الصرف أو تعويم العملات دولاً عدة

أبرزها 8 عربية عام 2022 منها لبنان ومصر وسورية وليبيا واليمن والسودان، وهي الدول التي واجهت أزمة اقتصادية ومالية طاحنة ضغطت على الاسواق والاقتصاد والإيرادات العامة، وهناك توقعات بأن تمتد ظاهرة التعويم لبلدان عربية أخرى منها تونس والمغرب والجزائر.

وانطلقت مظاهرات حاشدة، الأربعاء، أمام البنك المركزي العراقي، احتجاجا على الانخفاض المستمر لسعر صرف الدينار أمام الدولار.

وطالب المتظاهرون الحكومة بضرورة التحرك واتخاذ إجراءات سريعة للسيطرة على سعر الدينار الذي انخفض إلى مستويات تزيد على 1600 دينار للدولار، في أدنى مستوى للعملة العراقية في 18 عاما.

وأدى هذا الانخفاض المستمر في سعر الدينار إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار الأغذية والسلع والخدمات. وهو ما أثار العديد من التساؤلات عن أسباب هذا الانخفاض في سعر الصرف على الرغم من ارتفاع الاحتياطيات النقدية لدى البنك المركزي لما يصل إلى 100 مليار دولار.

وقبل يومين، أعفى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، محافظ البنك المركزي العراقي، بعد هبوط استمر أسابيع في قيمة الدينار العراقي.

وقالت وكالة الأنباء العراقية إن السوداني اتخذ هذه الخطوة بعد أن أبلغه المحافظ، مصطفى غالب مخيف، أنه لم يعد يرغب في البقاء في المنصب.

أضافت الوكالة أن محسن العلاق، محافظ البنك المركزي السابق، حل محل مخيف، الذي كان يشغل المنصب منذ 2020.

وأثار قرار محمد السوداني، رئيس الوزراء العراقي، إعادة تكليف علي محسن العلاق في منصب محافظ البنك المركزي، بعد أكثر من عامين على إقالته من المنصب ذاته، جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بسبب “الإخفاقات المالية”، التي حدثت بعهده في الفترة السابقة.

وكان العلاق قد شغل المنصب لنحو ست سنوات، بين عامي 2014 و2020. وعقب تعيينه تعهد العلاق “بسقف زمني لإعادة سعر الصرف إلى وضعه الطبيعي”.

ويأتي قرار السوداني بإعادة تكليف العلاق استباقا لتظاهرات دعا إليها ناشطون عراقيون، ظهر الأربعاء، أمام البنك المركزي العراقي، للتنديد بأزمة تراجع قيمة الدينار أمام الدولار، والتي بلغت ذروتها عند 1660 دينارا للدولار، وهو رقم لم يسبق تسجيله في العراق منذ نحو 19 عاما.

حادثة غرق 7 مليارات دينار
وأعاد نبأ إعادة تكليف العلاق في منصب محافظ البنك المركزي في العراق، تذكير العراقيين بحادثة تلف سبعة مليارات دينار عراقي عام 2018.

وقد ارتبط اسم العلاق بتلك الحادثة عندما “تسربت مياه الأمطار إلى داخل البنك المركزي وتضررت الأوراق النقدية بنسبة 100%” بحسب تصريح البنك المركزي والحكومة العراقية وقتها.

وأثار إعلان البنك المركزي العراقي تلف 7 مليارات دينار في حينها موجة سخرية في أوساط العراقيين عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

لكن الرواية الرسمية الصادرة عن البنك المركزي، قالت إن الحادثة تعود إلى عام 2013.

وفي نفس السياق أعاد مغردون نشر مقطع فيديو للعلاق وهو يتحدث عن حادثة غرق الأوراق النقدية.

“تصحيح الخطأ بالخطأ”
وقد انتقد كثيرون قرار حكومة السوداني إعادة علي العلاق لمنصب محافظ البنك المركزي، واعتبروا أنه “لا يمكن تصحيح الخطأ بالخطأ”.