تصرف ناري.. أردوغان يفاجئ زعيم ويعرض له وثيقة من العهد العثماني

تصرف ناري.. أردوغان يفاجئ زعيم ويعرض له وثيقة من العهد العثماني

تبادلَ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع رئيس الوزراء السويدي “أولف كريستيرسون”، هدايا ذات مدلول تاريخي، تضمّنت وثائق من عهد الدولة العثمانية وعلاقاتها مع مملكة السويد منذ قرون، وذلك خلال لقاء جمع الزعيمين في العاصمة أنقرة.

معاهدة دفاع مشترك بين الدولة العثمانية والسويد
ووصل رئيس الوزراء السويدي، الاثنين 7 نوفمبر، إلى أنقرة، في زيارة رسمية تلبيةً لدعوة الرئيس أردوغان، هي الأولى من السويد إلى تركيا على مستوى رئيس الوزراء، منذ عام 2009.

وكان رئيس وزراء السويد قد قدّم للرئيس التركي هديةً، وهي عبارة عن وثيقة تاريخية عن معاهدة دفاع مشترك بين الدولة العثمانية والسويد، في القرن 16م.

فما كان من أردوغان إلا أن فاجأ ضيفه بهدية مقابلة، وهي عبارة عن وثيقة اتفاقية عثمانية تاريخية أبرمت مع بلاده، بعد طلبها الحماية من الدولة العثمانية خوفًا من روسيا.

وبحسب هذه الوثيقة، فقد حمل قرار قاضي القضاة في السلطنة العثمانية بإرسال المساعدات الغذائية إلى شعب السويد.

وبحسب فيديو للقاء الرئيسين عرضته قناة الجزيرة، ظهرَ رئيس الوزراء السويدي، يخاطب الرئيس أردوغان: “إن سمحت لي هل الوقت مناسب لتقديم هدية لكم من السويد”.

فيردّ أردوغان: “كما ترغب”، وأوضح “أولف كريستيرسون” أن الوثيقة التي سيقدّمها عبارة عن نسخة طبق الأصل عن وثيقة تحالف دفاعي أُبرم بين السويد والدولة العثمانية عام 1739.

ويعرض “كريستيرسون” الوثيقةَ المثبتة على حامل، مشيراً إلى أنها صدفة جميلة، ففي هذا التاريخ -يقصد تاريخ الوثيقة- قام البلدان بتوقيع ميثاق للدفاع عن بعضهما البعض ضد الأعداء.

وأضاف، أن وجود البند الخامس في هذا الميثاق والاتفاق، يشير إلى مسؤولية البلدين في الدفاع عن بعضهما البعض.

وبالمقابل أهدى أردوغان ضيفه رسالة من سفير السويد، نقل فيها سرور ملك السويد إزاء المساعدات المادية التي قدمتها الدولة العثمانية لبلاده آنذاك، ووساطتها في حلّ المشاكل بين السويد وروسيا.

وعرض له بيان قاضي “سالونيك”، حول إرسال الدقيق الذي أمرت الدولة العثمانية بتقديمه للسويد بناء على الصداقة القائمة معها، وذلك عبر تحميله للسفن من مرسى سالونيك.

وأضاف أردوغان: “حينها كنا نقوم بأعمال وساطة فكما يقومون بالوساطة حالياً في شحن الحبوب قاموا بذك فيما مضى أيضاً”.

اقرأ ايضا: التقطها قبل 20 عام عندما وصل إلى السلطة.. أردوغان يشارك صورة قديمة له

وقال أحد موظفي أردوغان دون أن يظهر وجهه في الفيديو، إنّ التاريخ يُعيد نفسه، فردّ أردوغان: “لن يعيد نفسه إن لم يتم أخذ العبرة منه”.

“آن لهذه الأمة أن تنهض”
وتفاعل مرتادو “تويتر” عن إعجابهم بالهدايا المبتادَلة بين أردوغان وضيفه، معربينَ عن إعجابهم بالموقف القوي الذي أبداه الرئيس التركي.

وعلق السياسي المصري البارز “أحمد عبد العزيز”: “جانب من لقاء الرئيس أردوغان ورئيس وزراء السويد، سيغمرك بطاقة إيجابية، ويبعث فيك الأمل”.

وأضاف: “آن لهذه الأمة أن تنهض من جديد ولا نهوض بغير وعي بالدين “الخالص”، والرسالة، والغاية”.

وقال “أحمد”: “يعجبنى فى رئيس تركىا اردوغان أنه يقرأ التاريخ بشكل جيد ويستفيد من دروس التاريخ وها هو يصحح كلام رئيس وزراء السويد حول وثيقة تاريخية بين الدولة العثمانية والسويد عام 1798”.

وعقب “أمين صالح”: “هكذا يكون حال الزعماء الحقيقين دارس تاريخ بلده وتاريخ من يزوره ثم يؤدبه بكلمات من نار.” واستدرك:”مش زي الكائن اللزج اللي في مصر”.

العلاقات بين تركيا والسويد
وأقامت السويد علاقات دبلوماسية مع تركيا منذ ثلاثينيات القرن الثامن عشر، حيث تمّ تأسيس الأساس التعاقدي للعلاقات بين البلدين بموجب اتفاقية التجارة والتحالف من أجل السلام والوحدة والصداقة الموقّعة في 1737 و1739، على التوالي، بين الإمبراطورية العثمانية ومملكة السويد.

ووُجدت البعثة الدبلوماسية في إسطنبول في المكان نفسه منذ 1757، وافتتحت السويد سفارة في أنقرة، بعد أن أصبحت العاصمة في أكتوبر/تشرين الأول 1934.

وكان أردوغان أهدى الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” في أيار/مايو الماضي، وثيقةً من الأرشيف التركي تتضمن رسالة من الأمير عبد القادر الجزائري إلى السلطان العثماني عبد المجيد الأول، يُهنّئه فيها باعتلائه عرش السلطنة.