خبير أسواق المال آندرو شاهينك يوضح ..الليرة التركية إلى أين؟

خبير أسواق المال آندرو شاهينك يوضح ..الليرة التركية إلى أين؟

تأثرت الليرة التركية بالعديد من العوامل السلبية خلال الأسابيع الماضية، ما جعلها تخسر الكثير من قيمتها أمام الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية الرئيسية.

فيما لايزال البنك المركزي وحتى هذه اللحظة يراقب أسواق التداول بصمت، ويتزامن هذا مع تقلبات سعرية كبيرة تجاوزت الـ 10% من قيمة الليرة في تداولات اليوم الوحد.

ومن الواضح أن المركزي التركي سيعمد إلى تخفيض مستوى سعر الفائدة على الإقراض في الجلسات القادمة, الأمر الذي سيشكل المزيد من الضغط على الليرة, وربما سيجعلها تخسر المزيد من قيمتها أمام الدولار الأمريكي والعملات الأحرى.

وخسرت الليرة التركية أكثر من 45 بالمئة من قيمتها منذ مطلع العام الجاري, واللافت في الأمر أن نصف هذه الخسائر تكبدتها الليرة خلال تداولات الأسبوع الفائت.

ومع إصرار الرئيس التركي رجب أردوغان على محاربة زيادة أسعار الفائدة, والدفاع عن تخفيضها المستمر.

وقال الرئيس التركي أردوغان أمس: “أننا نتعهد بالفوز في حرب الاستقلال الاقتصادي التي نخوضها”, كما أشار إلى مزيد من التيسير النقدي في الأيام القادمة.

الأمر الذي أدى إلى تشكيل المزيد من الضغط السلبي على الليرة التركية وجعلها تخسر أكثر من 15 بالمئة من قيمتها خلال تداولات إغلاق الأسبوع الماضي.

فلماذا يصر الرئيس التركي على خفض معدلات أسعار الفائدة إذاً؟

باختصار شديد ما يحصل في تركيا الآن هو صراع بين فكرين اقتصاديين, الأول الرئيس أردوغان والقائم على مبدأ خفض الفائدة على الإيداع, والثاني كبار هوامير السوق التركي والذين يكافحون نحو المزيد من رفع هذه الفوائد.

فيما تسبب التناحر بين هذين الفكرين إلى تشكيل المزيد من الضغط على الليرة وجعلها تخسر المزيد من قيمتها أمام الدولار الأمريكي وباقي العملات.

والجدير بالذكر أن دول العشرين جميعهم لديهم أسعار فائدة صفرية تقريباً، وبينهم بالفعل من بلغت الفائدة صفر بالمئة أو واحد بالألف, فيما عدا تركيا التي لا تزال الفائدة لديها عند المستوى 15%.

ما يعنيه أن السعي وراء خفض الفائدة هو سياسة نقدية عالمية تتبعها الدول الاقتصادية الكبرى.

فخفض الفائدة يقلل اعتماد المستثمرين على الإيداع البنكي لأنه سيكون بمرابح قليلة, ما سيدفع المستثمرين نحو تشغيل الأموال في الصناعة والزراعة والسياحة والعقارات والطاقة والتجارة والكثير من المجالات النافعة للبلد.

ومن جهة أخرى فإن هوامير المال يملكون قرابة نصف الحصة النقدية من البنك المركزي تقريباً بينما تمتلك الدولة النصف الآخر.

وزيادة أسعار الفائدة بالنسبة لهم تعني توجه أموال المستثمرين من المشاريع إلى الإيداع المصرفي.

وبدلاً من أن يضع المستثمر أمواله في مشروع معرض للربح أو الخسارة, وبالمجمل لن يحصل منه أكثر من 10 أو 15% سنوياً ويحتاج أيضاً إلى عدة سنوات على الأقل لتدوير رأس المال, فيلجأ إلى إيداع أمواله لدى البنوك ليتحصل على ربح دائم يوازي نسبة الفائدة المقدمة من قبل المركزي التركي.

وفي ظل الصراع بين التوجهين المتناقضين ستستمر الليرة التركية بالتقلبات السعرية ولن تستقر حتى يرضخ أحدهما إلى الآخر.

فإما أن تقتنع هوامير المال بأن نسبة 10 حتى 15% كافية للربح من الإيداع ولا حاجة للمزيد من الأطماع على حساب تنمية البلد, أو سيضطر الرئيس التركي لقبول رفع سعر الفائدة بعد أن تهبط الليرة بشكل أكبر ليحاول ضبط التقلبات السعرية من جديد.

ليرة تركية / دولار أمريكي ..تحليل

تتداول الليرة التركية الآن أمام الدولار الأمريكي عند المستوى السلبي 12.4252

ومن خلال قراءتنا لطبيعة التداولات والبيوع وما تشيره علينا المؤشرات الفنية فإننا لا نزال نعتقد أن الليرة ستستمر بالانخفاض أمام الدولار الأمريكي وباقي العملات الأخرى في التداولات القادمة.

وذلك في حال استمر المركزي في تخفيض معدلات أسعار الفائدة في الجلسات القادمة, ولربما ستخسر الليرة المزيد من قيمتها وصولاً إلى القمة المتوقعة عند المستوى 13.8400