يقدر بـ173 طناً.. الكشف عن “كنوز” ستنقل دولة عربية إلى ثراء فاحش؟

يقدر بـ173 طناً.. الكشف عن “كنوز” ستنقل دولة عربية إلى ثراء فاحش؟

تمتلك ثالث أكبر احتياطيات في الجزيرة العربية تقدر بنحو 173 طناً. ما مدى معرفتك بـ “الكنز” الذي حوّل الجزائر إلى بلد غني؟

تمتلك الجزائر ثروات وكنوز غنية ومتنوعة مثل مناجم الذهب ، حيث تحتوي على معادن باهظة الثمن تندرج في فئة ندرة التركيب والإنتاج ، مما يجعلها في مقدمة التصنيفات الأفريقية ، من حيث القيمة الاحتياطية.

وعلى غرار الذهب ، يقدر بنحو 173.6 طن حسب آخر إحصائيات “منظمة الذهب العالمية” ، محتلة المركز الثالث عربياً في قائمة الدول التي تمتلك أكبر احتياطي من الذهب ، بعد المملكة العربية السعودية ولبنان.

ومع ذلك ، على الرغم من عمليات التنقيب والإنتاج السنوية ، تظل هذه الإحصائيات دون تغيير تقريبًا ، حيث تحتل الجزائر أسفل ترتيب منتجي الذهب في القارة المتنافسين على عرش الإنتاج ، مثل غانا ، التي انسحبت مؤخرًا من الجنوب ، والتي تتصدر إفريقيا في الذهب. إنتاج.

تعتمد الجزائر على صناعة التعدين ، وخاصة التنقيب عن الذهب ، لتلعب دورًا رئيسيًا في خططها لتنويع مصادر إيراداتها ، إضافة إلى روافد أخرى إلى جانب النفط والغاز.

وفي هذا الإطار، منحت الوكالة الوطنية للنشاطات المنجمية 90 ترخيصًا منجميًا حرفيًا لاستغلال الذهب على المستوى الوطني منذ إطلاق النشاط مطلع العام الجاري

التنقيب عن الذهب
أشار رئيس فرع الوكالة بتمنراست، نورالدين شوار -خلال لقاء جمع ممثلي الفروع الجهوية للوكالة، ترأسه وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب- إلى أن من جملة المستفيدين من التراخيص جرى تسجيل التحاق 79 شركة صغيرة في مواقع الاستغلال الحرفي للذهب

وكانت وزارة المناجم الجزائرية قد أطلقت بداية عملية استغلال حرفي للذهب في ولايتي تمنراست وإليزي، من خلال تثمين الطاقة المنجمية للذهب

وأكدت الوزارة دور المؤسسات والشركات الصغيرة في التنقيب عن الذهب، التي تبيع إنتاجها إلى مصرف الذهب من قِبل مؤسسة إينور، الذي سيتولى معالجة الذهب المجمع ومن ثم إعادة طرحه مرة أخرى

نتائج عمليات التنقيب
قال نورالدين شوار إن هناك 53 شركة أودعت إنتاج الذهب الخام لدى منضدة “إينور”، إذ بلغت الشحنات المستلمة من الشركات الصغيرة 370 شحنة، بما يعادل 8 آلاف و110 أطنان من الذهب الخام، خلال الأشهر الـ5 الأولى من العام الجاري، التي جرى استخراج نحو 51.749 كيلوغرامًا خلالها من الذهب الصافي

ودعا شوار إلى تكثيف عمليات المراقبة لحماية الثروة المنجمية غير المتجددة التي لا تتعرّض للنهب المنظم، حسبما ذكرت صحيفة النهار الجزائرية

وطالب باتخاذ إجراءات ميدانية عملياتية أكثر صرامة ضد المخالفين، وفتح المجال للمزيد من التعاونيات والشركات المصغرة للاستثمار في نشاط الاستغلال الحرفي المقنن

الرقابة على النشاط المنجمي
من جانبه، حثّ وزير الطاقة والمناجم مححمد عرقاب، مسؤولي الفروع الجهوية للوكالة على زيادة التنسيق مع كل الجهات المعنية بهذا النشاط، وأكد ثقة الوزارة في وعيهم بمدى المسؤولية التي تقع على عاتقهم، من أجل مرافقة وضمان الرقابة الصارمة والدائمة للنشاط المنجمي

وكانت الجزائر قد أطلقت برنامجًا من أجل التنقيب عن الذهب والمعادن خلال المدة من 2021 إلى 2024 بميزانية تصل إلى 6 مليارات دينار جزائري، ما يعادل نحو 45 مليون دولار أميركي

ويتضمّن برنامج “التنقيب المنجمي” البحث عن الذهب، والمعادن الأساسية (الرصاص والزنك)، والنحاس، والمعادن المشتركة، والحديد، والباريت، والكبريت، والكربون، والأملاح البوتاسية، وعناصر مجموعة البلاتين، والأتربة النادرة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية نقلًا عن وزارة المناجم

وبحسب الخطة، فإنه خلال العام الجاري جرى إعداد برنامج يتضمن 26 مشروعًا بمبلغ 1.8 مليار دينار جزائري (ما يعادل 13.5 مليون دولار أميركي) للبحث عن الذهب، والمعادن الصناعية، والنحاس، والكبريت، والأحجار نصف الثمينة، والمنغنيز، والحديد، والليثيوم

المناجم الكبرى في الجزائر
يعدّ منجم الذهب “أمسمسا”، الواقع على بعد 460 كلم غرب ولاية تمنراست، أقصى جنوب البلاد، والذي تمّ اكتشافه وتطويره بوساطة شركة GMA Resource Plc، الأكثر إنتاجًا للذهب في الجزائر

تبلغ ودائع الذهب فيه قرابة 70 طنًّا، ويبلغ حجم الاحتياطات فيه زهاء 3.38 مليون طنّ، و هو عيّنة لأحد المناجم المنتشرة بمنطقة الأهقار جنوب الجزائر، ذات التضاريس الجيولوجية الصعبة، والتي توجد بها العديد من الثروات والمعادن الثمينة

أمّا منجم تيراك، فتبلغ الاحتياطات به 730 ألف طنّ، في حين أن احتياطيات منجم تيريرين الواقع على بعد 450 كم شرق ولاية تمنراست، تصل إلى قرابة 100 ألف طنّ

وتُقدَّر الاحتياطيات بمنجم أبيجاي قرابة 3 ملايين طنّ. في حين كشف العديد من المختصّين أنّ الجزائر تمتلك مخزونًا كبيرًا من الذهب، قدَّره المختصّون بـ200 طنّ، قادر على خلق ثروة صافية بقيمة 10 مليارات دولار ، غير أنّ تدني نسبة الإنتاج السنوي جعل الجزائر تتكبّد خسائر كبيرة

ثروة الجزائريّين

على مدار أكثر من عشر سنوات من الآن، لا يزال احتياطي الذهب في الجزائر مستقرًّا، رغم عمليات التنقيب والإنتاج في مناجم الذهب بأقصى الجنوب الجزائري، لتراوح بذلك مستويات احتياطي الذهب مكانها، ليكون السؤال المطروح لدى الجزائريين هو وجهة الذهب، وهل أضحى الذهب في الجزائر ثروتهم الضائعة؟

كشفت آخر الأرقام التي أقرّها “المجلس العالمي للذهب” عن ثبات احتياطي الجزائر عند 173.60 طنّ دون تغيير، منذ سنة 2009، و هي الإحصائيات التي عدَّها الجزائريون بمثابة الصدمة، عقب توقّعات ببلوغ مستوى الإنتاج ثلاثة أطنان سنويًا

واقع أثار التساؤلات لدى بعض المختصّين، حول مصير الإنتاج الإضافي لمناجم الذهب الجزائرية على مدار 10 سنوات. في حين يعتقد خبراء جزائريون آخرون و بناءً على الأرقام المقدّمة أن سبب ثبات مستوى احتياطي الذهب في الجزائر على مدار عقد من الزمن، يعود إلى ضعف الإنتاج الذي انتقل من أكثر من طنّ سنة 2009 إلى 286 كلغ السنوات الماضية

فيما يرجّح آخرون أسباب ضعف الإنتاج إلى تقهقر الوضعية الماليّة للشركة الجزائرية لاستغلال مناجم الذهب “إينور”، بعد دخولها الإنعاش من خلال وضعية حرجة ناتجة عن عقود شراكات فاشلة أبرمتها مع شركة أسترالية، ما بين سنوات 2011 و 2013، لاستغلال منجمي الذهب بتيراك و أمسمسا في مقاطعة تمنراست أقصى جنوب البلاد

وذلك قبل أن تقرّر الشركة الأسترالية التخلّي عن شراكتها، و مغادرة الجزائر، سنة 2012، تاركةً وراءها شركة “إينور” الجزائرية غارقة في الديون، بسبب صفقات وهمية أشار إليها المدير الجهوي السابق للشركة الجزائرية “إينور” بمقاطعة تمنراست، سنة 2013، لوسائل إعلام جزائرية

قطاع يعد بالكثير
تعدّ مسألة المناجم قضيّة حيوية، لكونها ثروة طبيعية لموادّ وأحجار نفيسة موجودة في المجال البرّي السطحي والباطني والمجال البحري وملكية عمومية، وجب حمايتها واستغلالها الأمثل وللصالح العامّ، حسبما يبيّنه الخبير الاقتصادي أحمد سواهلية لـ”الطاقة”

ويشير إلى أنّه “وجب الأخذ بعين الاعتبار النشاط المنجمي عند دراسة وتنفيذ الخطط الاقتصادية، لما له من أهمّية بالغة، نظرًا لما يتوافر في الجزائر من مقوّمات و مخزونات منجمية مهمّة يُتخوَّف من نفادها أو تلفها، الأمر الذي استدعي تفريدها بقطاع وزاري منفصل

ويقول سواهلية: إن “الواقع يتطلّب مراجعة القوانين المنظّمة لهذا النشاط، و إعادة النظر في بعض تفاصيلها، كتصنيف المواقع، إضافة إلى مراحل الاستغلال للمواقع المنجمية القبلية والبعدية، كما يتوجّب إنشاء مدارس ومعاهد لتكوين الإطارات، وتوفير كتلة بشرية علمية مؤهّلة لتأدية هذا النشاط، والحفاظ على المواقع والبيئة والتراث”

المصادر : الطاقة – مواقع الكترونية عربية