“ما هكذا تورد الإبل”.. ما قصة سعد وبيت الشعر الذي أصبح مثلا يضرب إلى يومنا هذا؟.. فيديو

“ما هكذا تورد الإبل”.. ما قصة سعد وبيت الشعر الذي أصبح مثلا يضرب إلى يومنا هذا؟.. فيديو

تشترك جميعُ الشعوب على اختلاف ثقافاتهم بضرب الأمثال بمواقفَ معيّنة؛ فلكلِّ شعبٍ أمثاله التي تعبّر عن ثقافته وتعكس تاريخه وعاداته وتقاليده، وتمثّل تلك الأمثال حوادثَ جرَت منذ زمنٍ ماضٍ تحتوي على عبرةٍ ما فتئت تدور على ألسنة النّاس إلى الوقت الحاضر،

ومن بين تلك الأمثال: ما هكذا تورد الإبل، وتدور أحداثُ المثل حول شخصٍ يُدعى سعد، وهو سعدٌ بن زيد مناة بن تميم، شاعرٌ وفارسٌ جاهليٌّ قديم،

وُلد سنة 360م، وكان لسعدٍ ثلاث زوجاتٍ هنّ: أم صعصعة أبي عامرٍ من بني تغلب، ورُهم بنت الخزرج من بني كلب، وسلمى بنت مالك بن غنم من بني أسد،

وكان سعدٌ يعمل في رعي الأغنام، وكان له أخٌ يعمل في رعي الأغنام أيضًا وتوريد الإبل ولكنّه كان أمهر من سعدٍ في مهنته، وكان يدعى: مالك بن زيد مناء.

وفي يومٍ من الأيام قرر مالكٌ أن يتزوج، وبعد زواجه انشغل بأمور زوجته ومنزله الجديد، وتولّى سعدٌ عمل أخيه، فقام برعاية أغنامه وتوريدِ إبله،

ولكنّه لم يكن بمهارة أخيه، ولم يُحسن التعامل معها مثله، ولم يرفق بها كرفقه، وعندما عاد أخوه من إجازته رأى ما فعل سعدٌ مع الإبل،

فقال: أوردها سعد، وسعد مشتمل ما هكذا تورد يا سعدُ الإبل، ودارت جملة: ما هكذا تورد يا سعدُ الإبل على ألسنة النّاس، وأصبحت مضرب مثلٍ في الشخص الذي يقوم بأداء عملٍ ما بطريقةٍ خاطئة، فتنبيهًا له يُقال ذلك المثل.

وبعض النّاس يورد العبارة كاملةً كمضرب مثلٍ على الطريقة الخاطئة في التّعامل، وذلك فيه من الخطأ الكثير؛ فالقسمُ الأول من العبارة: أوردها سعد وسعد مشتمل تحملُ عكسَ معنى العبارة الثّانية، فتطلق العبارة الأولى على من يؤدّي عمله من غير مشقّة؛ أي: إنّ سعدًا كان يشتمل رداءه ويجلس تحت ظلّ الأشجار،

ويورد الإبل مسيلَ الماء ويتركها تروي نفسها من المسيل وحدَها، وكان قائلُ ذلك المثل ممّن اتّهمهم العربُ بالحماقة، ولكنّه مع ذلك كان أعرفَ النّاس بالإبل.