“وعند جهينة الخبر اليقين”.. تعرف على قصة القول الذي أصبح مثلاً يُضرب حتى يومنا هذا.. فيديو

“وعند جهينة الخبر اليقين”.. تعرف على قصة القول الذي أصبح مثلاً يُضرب حتى يومنا هذا.. فيديو

هذا المثل له قصة عجيبة ويضرب عند الإشارة إلى من يعرف الغدر أو من يرتكب امرا فظيعا ثم ينام عليه ويترك الناس في حيرة وهو يعلم الحقيقة لأنه هو من قام بإخفائها.

قصة المثل القائل «عند جهينة الخبر اليقين» كما ذكرها القاضي والمؤرّخ والنسّابة الأديب حمد الحقيل في كتابه «كنز الأنساب ومجمع الآداب»،

أن رجلًا يُدعى الحصين بن عمرو بن معاوية بن كلاب يحكى أنه أحدث في قومه حدثاً ثم خرج هارباً، فاجتمع برجل من قبيلة جهينة يُقال له الأخنس بن كعب،

فربطت بينهما صداقة وتعاهدا ألاَ يلقيا أحداً إلا سلباه ما يملك، وكلاهما يحرص على صاحبه ويحذره إن حال به خطر، واتفقا أن يخلّصا بعضهما البعض ويعملان سوياً لكسب المال بأي شكل وعبر أي طريق،

وبعد مدة من معاهدتهما عرفا أن رجلاً من لخم قدم من عند بعض الملوك بمغنم، فذهبا في طلبه، فوجداه نازلاً في ظل شجرة،

فعرض عليهما الطعام فوافقا وأكلا وشربا معه. ثم ذهب الأخنس الجهني ليقض بعضاً من حاجياته، فلما عاد وجد سيف الحصين مسلولاً، والرجل اللخمي غارقاً في دمه، فسل سيفه، وقال للحصين: ويحك! قتلتَ رجلاً حُرِم علينا دمه بطعامه وشرابه!

فقال له الحصين: اقعد يا أخا جهينة، فلهذا ومِثله خرجنا، وما كان من الجهني إلا أنه قام بإلهاء الحصين وشغله بشيء ما، ثم وثب عليه فقتله، وأخذ متاعه ومتاع اللخمي، ثم انصرف إلى قومه راجعاً بماله،

وكانت لحصين أخت تسمّى صخرة، فكانت تبكيه في كل المواسم وتسأل عنه من تراه أمامها فلا تجد من يخبرها بخبره، فقال الأخنس الجهني حين أبصرها أبياتاً من الشعر فضح بها نفسه بقصد أو بغير قصد، لكن يبدو أن أخت الحصين سلبته لبّه، فقال لها:

كَصَخرةٍ إذ تسائِلُ في مراحٍ.. وفي جرمٍ وعِلْمُهُما ظنونُ.

تُسائِلُ عن حصينِ كلَ رَكْبٍ.. وعند جُهَيْنةَ الخبَرُ اليَقِينُ.

فمَنْ يَكُ سائلاً عنه فعندي.. لسائِلِهِ الحديثُ المستَبِينُ.

فلما تيقنوا لاحقًا من أن الأخنس الجهني قتل الحصين كما قال منشدًا لصخرة أخته، صار شطر البيت مثلاً، تضربه العرب في معرفة الأخبار وصحتها، فيقال و»عند جهينة الخبر اليقين».