“الموضوع فيه إنّ”.. ما أصل هذه العبارة وما القصة التي حدثت وأصبحت مثلاً يُضرب حتى يومنا هذا؟.. فيديو

“الموضوع فيه إنّ”.. ما أصل هذه العبارة وما القصة التي حدثت وأصبحت مثلاً يُضرب حتى يومنا هذا؟.. فيديو

حصلت قصص كثيرة في أيام العرب والمسلمين بنقل رسالة او شعر أو كلام يراد به غير الذي قيل عنه وكان من السباقين لذلك الزير سالم،

حين كان معه غلامين في الصحراء فشعر أنهما يريدان قتله فطلب منهم بذاته أن يقتلاه ولكن بشرط هو أن يوصلا بيت من الشعر لأبناء أخيه كليب فوافقا على طلبه وقاما بقتله،

وكان بيت الشعر: من مبلغ الحيين ان مهلهلا … لله دركما ودر أبيكما.

وعندما عاد العبدان اخبرا الجرو واليمامة أن عمهما الزير قد مات، فقالت اليمامة ألم يقل شيئاً قبل موته؟

فقال العبدان بلا لقد قال بيت شعر وطلب أن نوصله لكما: من مبلغ الحيين أن مهلهلا… لله دركما ودر ابيكما.

فقال ابناء كليب إن عمنا لا ينطق بشعر ركيك وتفطنا أن هذه رسالة بأن الغلامان هما من قتلاه وأنه يجب قتلهما قصاصاً للزير سالم،

وأولا البيت الشعري إلى بيتين:

من مبلغ الحيين ان مهلهلاً أضحى في الفلاة قتيلاً مجندلا … لله دركما ودر ابيكما لا يبرح العبدان حتى يفتلا

كان في مدينة حلب أمير ذكي وشجاع اسمه علي بن منقذ، وكان تابعًا للملك محمود بن مرداس، ووقع خلاف بين الملك والأمير، وأدرك الأمير أن الملك سيقتله، فهرب من حلب إلى بلدة دمشق.

بينما طلب الملك من كاتبه أن يكتب رسالة إلى الأمير علي بن منقذ، يطمئنه فيها ويستدعيه للرجوع إلى حلب، ولكن شعر الكاتب بأن الملك ينوي الغدر بالأمير، فكتب له رسالة عادية جدًا، ولكنه كتب في نهايتها

“إنَّ شاء اللهُ تعالى”، بتشديد النون.

فلما قرأ الأمير الرسالة، وقف متعجبًا عند ذلك الخطأ في نهايتها، فهو يعرف مدى مهارة الكاتب وذكائه، لكنه أدرك فورًا أن الكاتب يحذره من شيء ما حينما شدد تلك النون.

ولم يلبث أن فطنَ الأمير إلى قوله تعالى (إنّ الملأَ يأتمرون بك ليقتلوك)، فأرسل برسالة عادية يشكر للملك أفضاله ويطمئنه على ثقته الشديدة به، وختمها بعبارة “أنّا الخادم المقر بالإنعام”، بتشديد النون في “أنا”.

فلما قرأها الكاتب فطن إلى أن الأمير يبلغه أنه قد تنبه إلى تحذيره المبطن، وأنه يرد عليه بقوله تعالى (إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا)، واطمئن إلى أن الأمير ابن منقذ لن يعود إلى حلب فى ظل وجود ذلك الملك الغادر.

ومن هذه الحادثة صار الجيل بعد الجيل يقولون للموضوع إذا كان فيه شك أو سوء نية أو غموض “الموضوع فيه إنّ”، حسبما ذكرت صفحة “جروب تاريخ بدون تشويه”، على موقع التواصل الاجتماعي.

مواضيع قد تهمك

مواضيع قد تهمك

مواضيع ذات صلة